أعداد الإصابات والوفيات بـ”كورونا” أعلى بكثير من المعلن وهذا ما ينتظرنا في الشتاء
البروفسور علي المقداد لـ"أحوال": فتح المدارس والجامعات في ظل كورونا غير أخلاقي
مع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في كل أنحاء العالم، يترقّب الجميع الموعد المحدّد للحصول على لقاح، أو التصريح باستخدامه للحدّ من انتشار الوباء، بعدما نجح في شلّ حركة الكرّة الأرضيّة وتسبّب في انهيار الاقتصاد العالمي.
محلياً، وفي زمن كورونا تشير جميع المعطيات أنّ اللقاح لن يصل قبل منتصف العام 2021، وذلك “بعد التأكّد من انّه آمن وفعّال بالدرجة الأولى”، وفق ما كشفه رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي.
من جهته، كان رئيس قسم الدراسات الاستراتيجية للصحّة العامّة في جامعة واشنطن البروفسور اللبناني علي المقداد، أوّل من حذّر في البداية من انتشار الفيروس بكثرة في حال لم يتمّ التعامل مع الإجراءات الوقائيّة بجديّة أكثر.
والمقداد هو من ضمن الأشخاص الذين عملوا على استراتيجيّة إعادة فتح عدد من الولايات الأميركية، وفقاً لخطة طبية معينة، كما نجح بأن يكون حديث الصحافة الأميركية بفضل نجاح خططه، بعدما نجح في الحدّ من الخسائر البشرية والإقتصادية لاسيما في ولايتي كاليفورنيا ونيويورك.
إلزام الجمع باللقاح
وفي حديث مع ” احوال” يدقّ المقداد ناقوس الخطر، خصوصاً على أبواب الشتاء وفي ظل التخوّف من موجة جديدة لأنّ ” كورونا يحبّ الشتاء”.
يقول “ينتشر الفيروس أكثر في مثل هذه الظروف المناخية، مع ازدياد الخوف من ارتفاع عدد الإصابات والوفيات”. ويؤكد المقداد على ضرورة الاعتياد على التعايش مع الفيروس لحين التوصّل الى تصنيع لقاح فعّال، علماً بأنّ معظم الدراسات تتحدّث عن أمل كبير في توافر اللقاح قريباً. ورغم الجدّية في العمل على إنتاج اللقاح، يقول المقداد “جميعنا معرّضون للإصابة”، كما يتوقّع بدء العمل باللقاح في أميركا مع بداية العام الجديد”. أما فيما يتعلّق بالوضع اللبناني، يؤكد المقداد أنه ” ليس كافياً شراء اللقاح اوالدواء، بل دراسة طريقة توزيعه على المواطنين والزام الجميع به”.
وينصح المقداد الجميع بإدراك” خطورة الخطر الناجم عن وباء سريع الإنتشار، وبالتالي بأن يتحلّى كل شخص بالمسؤولية، فيلتزم ارتداء الكمامة وإجراءات الوقاية والتباعد”، لافتاً الى أن ” كورونا في لبنان يستمر في الانتشار بسبب عدم الالتزام بتعليمات الوقاية، حتّى أنّ المصابين لا يحجرون أنفسهم جيداً، بحسب تعبيره.
ويحمّل المقداد الدولة اللبنانية مسؤولية فتح المطار الدولي وعدم “اتخاذ الإجراءات اللاّزمة مع الوافدين إليه، والاعتماد عليهم بحجر أنفسهم”. كما يقول إنّ ” الدولة اللبنانيّة لمست عدم الوعي عند المواطنين، فكان عليها أن تفرض عليهم الحجر المنزلي واقفال البلد”.
ضد إعادة فتح المدارس والجامعات
ويؤكد المقداد أنّه تواصل من واشنطن مع معنيين في وزارة الصحة والجامعات، كما دعا إلى عدم إعادة فتح المدارس والجامعات، ويصف قرار العودة بـ”غير الأخلاقي”، باعتباره ” أن الطالب الفقير سيضطر الى الذهاب والتعرّص الى إمكانية الإصابة، في حين أنّ الطالب الغني يستطيع تأمين دروسه من المنزل”.
ورغم تفهمّه لصعوبة الدراسة عن بعد، يحزم المقداد موقفه ضد إعادة فتح المداس والجامعات، معتبرا ً أن الجميع معرّض لنقل الفيروس، كما يدعو إلى ضرورة إقفال الجوامع والكنائس كافةً.
ويرى المقداد أن ” اللبناني يفتقد للوعي والدولة اللبناني لم تقم بمبادرات توعية كافية “. ويلفت الى أنّ “أكبر خطأ ارتُكب بحقّ الجميع ، كان إعادة فتح الحانات والملاهي الليلية في دول العالم وليس فقط لبنان، لأنّ ذلك قد ساهم في انتشار الفيروس”.
“الموس وصل للرقبة“
ماذا عن الوضع الحالي؟ يؤكد المقداد أنه “لا يمكن تغيير ما حصل في الماضي، لكن من الضروري التعلّم من التقصير الذي حصل “، معرباً عن أسفه بأنّه ” حتى في واشنطن لم يلتزم الجميع بالطروحات المقدمة للحدّ من نشر كورونا، بسبب الصراع السياسي، وعشية الانتخابات الأميركية”.
ويدعو المقداد الى الاستعانة بالتجربة الأميركية في نشر حملات توعية وبثها على جميع وسائل الإعلام ، إضافةً الى “مبادرات توعية يطلقها رجال الدين والسياسية إعلامياً، وتأمين جميع المستلزمات للمواطنين لحجر أنفسهم “.
أما الأهم بالنسبه إليه، فهو التأكيد على “إقفال البلد أقلّه لمدة أسبوعين “، لافتاً الى أن “عدد الإصابات في لبنان هو غير دقيق، لأنّ “هناك مجموعة كبيرة غير قادرة على تأمين تكلفة الفحص، وبهذه الطريقة لا تعلم ما إذا كانت مصابة بدون عوارض” ويعلن أن “عدد الاصابات والوفيات هو أكثر مما هو معلن عنه اليوم”، و” الموس وصل للرقبة”.
.